
إلى وزير التعليم العالي
وصلتني رسالة من أحد الطلاب في عدن تحمل شكوى ومظلومية تجاه وزارتكم، وأعلم أنكم استلمتموها حديثا وكان الله في عونكم فبانتظارك تركة كبيرة من الأخطاء والتجاوزات لسنوات طويلة
وظنّ بي المُرسل خيراً من خلال ما نكتبه في الشأن العام معتقداً أن ما نكتبه يطّلع عليه المسؤولين وهو لا يعلم أنهم لا يجدون وقتاً للقراءة والاطلاع على ما يتم كتابته من آراء لا تخلوا من فائدة واحدة على أقل تقدير،
وأنا بدوري أقدم هنا رسالته هذه كما هي لأنها ليست صوته فقط بل تمثل أصوات ونداءات عشرات بل مئات الطلاب المهضومين في اليمن والذين يتم التلاعب بالمنح التي يستحقونها وكم من قصص قهر للطلاب واولياء أمورهم وهم يرون منح مستحقة لهم تذهب لمن لا يستحقها من أبناء المتنفذين والأثرياء وكم طالب ترك الدراسة الجامعية بعد انكساره وكم طلاب غيروا وجهتهم بما يتناسب مع أمكانيات أسرهم المتواضعة لعلنا اسهمنا في إيصال صوته الذي اعتبره نيابة عنهم والذي لا شك أنه قد أرسله من خلال كل الوسائل المتاحة.
((الوالد الأستاذ محمد بالفخر المحترم
تحية طيبة وبعد:
اعتبر هذه الرسالة موجهة اليك من ابنك وكفى،
اسمي مأمون من محافظة عدن حصلت على معدّل (98,63) وكنت من أوائل المحافظة في الثانوية العامة للعام الدراسي (2018-2019) حينما أعلنت النتيجة كدت أجن من الفرح لإنها حصاد سنين من التعب والجهد،
وبعد ذلك أعلنت الوزارة بأن هناك منح تبادل ثقافي للطلاب المتفوقين من خريجي (2018-2019) وقدمنا لهذه المنح في 9مارس 2020م وفي 9ابريل 2020م أعلنت نتيجة المفاضلة للحصول على المنحة وكان اسمي من ضمن المرشحين وحصلت على منحة طب بشري في المملكة المغربية،
فرحت انا وكل اهلي أمي وأبي فرحتهم لا توصف لا يمكن اختال التعبير عنها بكلمات،
وعلت بأن نظام الدراسة في المغرب باللغة الفرنسية فباشرت على طول دراسة اللغة الفرنسية في احد المعاهد في عدن وذلك من اجل الاستعداد للدراسة هناك في بلد الابتعاث،
وكنت اذهب الى الوزارة بين الحين والآخر للاستفسار عن موعد سفرنا خصوصا بعد أن سافر زملائي الذين تم ترشيحهم الى مصر والمجر وروسيا وكان يرد علينا من قبل إدارة البعثات بأن علينا الانتظار حتى يتم ابلاغنا وهكذا،
والى قبل أسبوعين ذهبنا الى الوزارة وحين بادرنا بالاستفسار كانت المفاجأة التي عصفت بكل كياني بأن المنح تم الغائها، حاولت اتمالك نفسي واقول لهم ايش؟ ايش؟ قالوا المنح تم الغائها بسبب كورونا بكل برودة قلب وضمير بارد وكنت اردد في نفسي في تلك اللحظة يا رب يا رب يا رب تلك اللحظة كانت بين اليأس والرجاء وبين الانكار والاقرار،
تذكرت فرحة أبي وأمي حينما قرأوا اسمي بين ضمن المرشحين لدراسة الطب في المملكة المغربية،
خرجت من مبنى الوزارة وأنا في حالة اللاوعي أضحك وأبكي في نفس الوقت، كنت أحدث نفسي كيف أخبر أبي وأمي بهذا الأمر، ونحن عائلة عدنية بسيطة لا عندها وساطة ولا شيء من هذا القبيل،
حينا وصلت البيت أخذت قيلولة قهر فكنت في حالة نوم واللاّ نوم تذكرت زملاء لي لم يكونوا من الأوائل او المتفوقين مع فائق احترامي طبعاً وهم على مشارف اختبار النصف الأول من العام الدراسي الأول لهم وهم يدرسون طب في جامعة عدن فشعرت بالغصة وسكنتني الحسرة على ضياع عامين دراسيين،
أرجو من حضرتك يا والدي العزيز باعتباري ابناً لك أن توصل صوت مظلوميتنا الى كل من يحمل ضمير تجاه الآخرين.
ابنكم الذي سكن الحزن والقهر جنبات روحه وروح اسرته))
حفظك الله يا بني ولكن لا املك الا إيصال صوتك من خلال هذا العمود متمنيا أن يصل الى معالي الوزير الإنسان لعلّه يجد حلاً، كما ارجو من رئيس الجمهورية الأمر بإيقاف مخصصات رواتب ونثريات (حكومة الورعان) وغيرها من الأموال التي تصرف في غير أبوابها المستحقة فهي كفيلة بتدريس مئات الطلاب في جامعات راقية،

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها